تخطي للذهاب إلى المحتوى

تعزيز التنوع والشمول في بيئات العمل الخليجية

 

يشهد العالم تحولاً متزايداً نحو تبني مبادئ التنوع والشمول في بيئات العمل، وتسعى دول مجلس التعاون الخليجي بخطوات حثيثة لمواكبة هذا التوجه العالمي. مع تنفيذ رؤى التحول الاقتصادي والاجتماعي الطموحة، أصبح تعزيز التنوع والشمول في القوى العاملة ليس فقط ضرورة اجتماعية، بل أيضاً استراتيجية أعمال ذكية تدعم الابتكار والنمو المستدام.

وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي (2025)، حققت دول مجلس التعاون الخليجي تقدماً ملحوظاً في تعزيز المساواة بين الجنسين، مع تزايد تولي المرأة لأدوار قيادية في القطاعين العام والخاص. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة في تحقيق التنوع والشمول الكامل في بيئات العمل الخليجية، خاصة في ظل التنوع الثقافي والديموغرافي الفريد للمنطقة.

هذا المقال يستعرض واقع التنوع والشمول في بيئات العمل الخليجية، ويحلل التحديات الرئيسية التي تواجهها المؤسسات، ويقدم إطار LearnUVA من "ليرنوفا" كمنهجية متكاملة لتصميم وتنفيذ استراتيجيات فعالة لتعزيز التنوع والشمول.


واقع التنوع والشمول في بيئات العمل الخليجية: أرقام وإحصائيات

تكشف الدراسات الحديثة عن تقدم ملحوظ في مجال التنوع والشمول في المنطقة، مع استمرار وجود تحديات:

تمكين المرأة

  • في البحرين، تشكل النساء 83% من الملتحقين بالتعليم العالي، وتمثل المرأة 42% من الملتحقين بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، متفوقة بشكل كبير على دول مثل الولايات المتحدة (المنتدى الاقتصادي العالمي، 2025).
  • في القطاع العام البحريني، تشكل النساء 56% من القوى العاملة، مع تضاعف هذه النسبة تقريباً بين عامي 2010 و2021. كما تشغل النساء 45% من المناصب القيادية في القطاع العام و33% من المناصب الدبلوماسية (المنتدى الاقتصادي العالمي، 2025).
  • وفقاً لتقرير الفجوة العالمية بين الجنسين 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تتصدر البحرين دول مجلس التعاون الخليجي في نسبة المناصب الوزارية التي تشغلها النساء.
  • في القطاع الخاص البحريني، تشكل النساء 35% من القوى العاملة، بما في ذلك 35% من المناصب الإدارية - وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي. كما تمثل المرأة ثلث القوى العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، متفوقة بشكل كبير على المتوسط العالمي (المنتدى الاقتصادي العالمي، 2025).
  • تصنف الإمارات العربية المتحدة كرائدة إقليمية في تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث تشكل النساء 70% من جميع خريجي الجامعات - مع تمثيل قوي في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات - وتشغل 50% من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي.

التنوع الثقافي والشمول

  • وفقاً لدراسة أجرتها PwC (2024)، تضم القوى العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 100 جنسية مختلفة، مما يجعلها من أكثر بيئات العمل تنوعاً ثقافياً في العالم.
  • تشير دراسة من McKinsey (2024) إلى أن المؤسسات في المنطقة التي تتبنى التنوع والشمول تحقق أداءً مالياً أفضل بنسبة 25% من نظيراتها.
  • وفقاً لاستطلاع Great Place to Work Middle East (2024)، تعتبر 68% من المؤسسات في المنطقة أن التنوع والشمول من أولوياتها الاستراتيجية، مقارنة بـ 45% في عام 2020.


التحديات الرئيسية في تعزيز التنوع والشمول في بيئات العمل الخليجية

1. التحيزات اللاواعية والقوالب النمطية

تشكل التحيزات اللاواعية والقوالب النمطية عائقاً كبيراً أمام تحقيق التنوع والشمول الحقيقي. وفقاً لدراسة أجرتها Deloitte (2024)، يؤثر التحيز اللاواعي على قرارات التوظيف والترقية في 72% من المؤسسات في المنطقة.

2. نقص السياسات والممارسات الشاملة

تفتقر العديد من المؤسسات إلى سياسات وممارسات شاملة تدعم التنوع. تشير دراسة من PwC (2024) إلى أن 55% فقط من المؤسسات في المنطقة لديها سياسات رسمية للتنوع والشمول، وأقل من 30% لديها برامج فعالة لتنفيذ هذه السياسات.

3. التوازن بين التنوع الثقافي والهوية المحلية

تواجه المؤسسات في دول مجلس التعاون الخليجي تحدياً في تحقيق التوازن بين تعزيز التنوع الثقافي والحفاظ على الهوية والقيم المحلية. وفقاً لدراسة من McKinsey (2024)، يعد هذا التوازن من أكبر التحديات التي تواجه 65% من المؤسسات في المنطقة.

4. قياس تأثير مبادرات التنوع والشمول

تواجه المؤسسات صعوبة في قياس تأثير مبادرات التنوع والشمول على الأداء التنظيمي. تشير دراسة من Deloitte (2024) إلى أن 70% من المؤسسات في المنطقة تفتقر إلى أطر قياس فعالة لتقييم تأثير برامج التنوع والشمول.


إطار LearnUVA: منهجية متكاملة لتعزيز التنوع والشمول

في مواجهة هذه التحديات المعقدة، تقدم "ليرنوفا" إطار عمل متكامل يسمى LearnUVA، والذي يوفر منهجية شاملة لتصميم وتنفيذ استراتيجيات فعالة لتعزيز التنوع والشمول. يتكون هذا الإطار من أربع مراحل أساسية:

1. التعلم (Learn): فهم أفضل ممارسات التنوع والشمول وفوائدها

في هذه المرحلة، تقوم "ليرنوفا" بمساعدة المؤسسات على:

  • استكشاف أفضل الممارسات العالمية في مجال التنوع والشمول
  • فهم الفوائد التجارية للتنوع والشمول، مثل زيادة الابتكار وتحسين الأداء المالي
  • دراسة حالات نجاح في تعزيز التنوع والشمول من المنطقة والعالم

وفقاً لدراسة McKinsey (2024)، تحقق المؤسسات المتنوعة والشاملة أداءً مالياً أفضل بنسبة 25% من نظيراتها. في مرحلة "التعلم"، تساعد "ليرنوفا" المؤسسات على فهم هذه الفوائد وكيفية تحقيقها.

2. الفهم (Understand): تقييم واقع التنوع والشمول الحالي والحواجز

بعد اكتساب المعرفة الشاملة، تنتقل "ليرنوفا" إلى:

  • تقييم واقع التنوع والشمول الحالي في المؤسسة
  • تحديد الحواجز والتحديات التي تعيق تحقيق التنوع والشمول
  • فهم السياق الثقافي والتنظيمي الفريد للمؤسسة

تشير دراسة Deloitte (2024) إلى أن المؤسسات التي تجري تقييماً شاملاً لواقع التنوع والشمول لديها تحقق نتائج أفضل بنسبة 40% في تنفيذ مبادرات التنوع والشمول. من خلال مرحلة "الفهم"، تضمن "ليرنوفا" أن تكون استراتيجيات التنوع والشمول مبنية على فهم دقيق للواقع والتحديات.

3. الابتكار (Innovate): تصميم استراتيجيات شاملة للتنوع والشمول

بناءً على المعرفة والفهم المكتسبين، تقوم "ليرنوفا" بـ:

  • تصميم استراتيجيات شاملة للتنوع والشمول
  • ابتكار برامج وسياسات تدعم التنوع والشمول
  • تطوير ثقافة تنظيمية تقدر التنوع وتعزز الشمول

وفقاً لدراسة PwC (2024)، فإن المؤسسات التي تصمم استراتيجيات شاملة للتنوع والشمول تحقق نتائج أفضل بنسبة 50% من تلك التي تتبنى مبادرات متفرقة. في مرحلة "الابتكار"، تركز "ليرنوفا" على تصميم استراتيجيات متكاملة تعالج جميع جوانب التنوع والشمول.

4. التطبيق (Apply): تنفيذ البرامج وقياس التقدم

المرحلة الأخيرة والحاسمة تتضمن:

  • تنفيذ استراتيجيات وبرامج التنوع والشمول
  • قياس تأثير المبادرات على التنوع والشمول والأداء التنظيمي
  • تعديل وتحسين الاستراتيجيات بناءً على النتائج

تشير الإحصائيات إلى أن المؤسسات التي تقيس تأثير مبادرات التنوع والشمول بشكل منتظم تحقق نتائج أفضل بنسبة 35% (Deloitte، 2024). في مرحلة "التطبيق"، تساعد "ليرنوفا" المؤسسات على تنفيذ استراتيجيات التنوع والشمول وقياس تأثيرها بشكل فعال.


دراسة حالة: تطبيق إطار LearnUVA في شركة تكنولوجيا خليجية

لتوضيح فعالية إطار LearnUVA في تعزيز التنوع والشمول، نستعرض دراسة حالة لشركة تكنولوجيا في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي:

التحدي

كانت الشركة تواجه تحديات في تحقيق التنوع والشمول، خاصة في المناصب التقنية والقيادية. كانت نسبة النساء في المناصب التقنية منخفضة (15%)، وكان هناك نقص في التنوع الثقافي في فرق الإدارة العليا.

تطبيق إطار LearnUVA

1. التعلم (Learn):

  • أجرت "ليرنوفا" دراسة شاملة لأفضل ممارسات التنوع والشمول في قطاع التكنولوجيا
  • استكشفت الفوائد التجارية للتنوع والشمول، مثل زيادة الابتكار وتحسين حل المشكلات
  • حللت حالات نجاح مماثلة في المنطقة والعالم

2. الفهم (Understand):

  • قيمت واقع التنوع والشمول الحالي في الشركة
  • حددت الحواجز والتحديات التي تعيق تحقيق التنوع والشمول، مثل التحيزات اللاواعية في عمليات التوظيف والترقية
  • فهمت السياق الثقافي والتنظيمي الفريد للشركة

3. الابتكار (Innovate):

  • صممت استراتيجية شاملة للتنوع والشمول تتضمن أهدافاً واضحة ومقاييس للنجاح
  • طورت برامج وسياسات تدعم التنوع والشمول، مثل برنامج "قادة التكنولوجيا المتنوعون" وسياسات التوظيف الشامل
  • ابتكرت برامج تدريبية للتوعية بالتحيزات اللاواعية وتعزيز ثقافة الشمول

4. التطبيق (Apply):

  • نفذت الاستراتيجية على مراحل مع قياس مستمر للنتائج
  • قدمت التوجيه والإرشاد أثناء التنفيذ
  • عدلت الاستراتيجية بناءً على التغذية الراجعة والنتائج

النتائج

بعد 12 شهراً من تطبيق إطار LearnUVA، حققت الشركة:

  • زيادة نسبة النساء في المناصب التقنية من 15% إلى 32%
  • زيادة التنوع الثقافي في فرق الإدارة العليا بنسبة 40%
  • تحسن في مؤشرات الابتكار بنسبة 35%
  • زيادة في رضا الموظفين بنسبة 28%
  • تحسن في الأداء المالي بنسبة 15%


استراتيجيات النجاح في تعزيز التنوع والشمول في بيئات العمل الخليجية

بناءً على تجربة "ليرنوفا" في تطبيق إطار LearnUVA في العديد من المؤسسات الخليجية، نقدم الاستراتيجيات التالية لنجاح تعزيز التنوع والشمول:

1. القيادة الملتزمة

ضمان التزام القيادة العليا بتعزيز التنوع والشمول. وفقاً لدراسة McKinsey (2024)، تحقق المؤسسات التي يلتزم قادتها بالتنوع والشمول نتائج أفضل بنسبة 45% من تلك التي تفتقر إلى هذا الالتزام.

2. معالجة التحيزات اللاواعية

تنفيذ برامج تدريبية للتوعية بالتحيزات اللاواعية ومعالجتها. تشير دراسة Deloitte (2024) إلى أن المؤسسات التي تنفذ هذه البرامج تحقق زيادة في التنوع بنسبة 30%.

3. سياسات وممارسات شاملة

تطوير سياسات وممارسات شاملة في جميع جوانب دورة حياة الموظف، من التوظيف إلى التطوير والترقية. وفقاً لدراسة PwC (2024)، تحقق المؤسسات التي تتبنى سياسات شاملة زيادة في التنوع بنسبة 40%.

4. ثقافة الشمول

بناء ثقافة تنظيمية تقدر التنوع وتعزز الشمول. تشير دراسة Great Place to Work Middle East (2024) إلى أن المؤسسات ذات الثقافة الشاملة تحقق معدلات احتفاظ بالموظفين أعلى بنسبة 50%.

5. قياس التقدم والمساءلة

تطبيق أطر قياس فعالة لتقييم التقدم في تحقيق أهداف التنوع والشمول. تشير الإحصائيات إلى أن المؤسسات التي تقيس التقدم وتحاسب القادة على النتائج تحقق نتائج أفضل بنسبة 35% (Deloitte، 2024).



الخلاصة: التنوع والشمول كمحرك للابتكار والنمو

يمثل تعزيز التنوع والشمول في بيئات العمل الخليجية فرصة استراتيجية للمؤسسات لتعزيز الابتكار والنمو المستدام. كما أظهرت الإحصائيات والدراسات الحديثة، فإن المؤسسات المتنوعة والشاملة تحقق أداءً أفضل في مجموعة متنوعة من المؤشرات، من الابتكار إلى الأداء المالي.

إطار LearnUVA من "ليرنوفا" يقدم منهجية شاملة لتصميم وتنفيذ استراتيجيات فعالة لتعزيز التنوع والشمول. من خلال الجمع بين التعلم المستمر، والفهم العميق للتحديات، والابتكار في تصميم الحلول، والتطبيق الفعال، يمكن للمؤسسات الخليجية تحويل التنوع والشمول من مجرد هدف اجتماعي إلى ميزة تنافسية حقيقية.

مع استمرار دول مجلس التعاون الخليجي في تنفيذ رؤى التحول الطموحة، سيصبح تعزيز التنوع والشمول أكثر أهمية من أي وقت مضى. المؤسسات التي تتبنى هذا التوجه الآن ستكون في وضع أفضل للاستفادة من الفرص المستقبلية وقيادة التغيير في المنطقة.



المراجع

  1. المنتدى الاقتصادي العالمي. (2025). ثلاث طرق تتصدى بها اقتصادات الخليج لنقص المواهب العالمي.
  2. المنتدى الاقتصادي العالمي. (2024). تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين 2024.
  3. PwC. (2024). تأمين المواهب لتحقيق النمو المستدام في دول مجلس التعاون الخليجي.
  4. Deloitte. (2024). اتجاهات التنوع والشمول في الشرق الأوسط.
  5. McKinsey. (2024). التنوع يفوز: كيف تحقق الشركات المتنوعة أداءً أفضل.
  6. Great Place to Work Middle East. (2024). اتجاهات مكان العمل في الشرق الأوسط.

...

شارك هذا المنشور
علامات التصنيف
الأرشيف
تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً
استراتيجيات التوطين وبناء القدرات الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي